
بحسب مجلة Forbes، ارتفعت ثروة إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة Tesla، لتقترب من 310 مليار دولار بعد تطورات سياسية حديثة في الولايات المتحدة. وبصفته أغنى رجل في العالم، يمتلك ماسك حصصًا في عدد من الشركات الكبرى ويدير ملكية في عدة شركات خاصة بارزة في الولايات المتحدة. إضافةً إلى منصبه الجديد في إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، يشرف الملياردير إيلون ماسك على ست شركات رئيسية في أمريكا. وتشمل هذه الشركات قطاعات متنوعة مثل السيارات الكهربائية، والفضاء، والتقنية العصبية، والبنية التحتية، والذكاء الاصطناعي، ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يعكس تأثيره الواسع على مختلف القطاعات الاقتصادية.
تُعد Tesla الشركة الأبرز في مجموعة ماسك التجارية. وعلى الرغم من تخليه عن رئاسة مجلس الإدارة، إلا أنه يحتفظ بمنصب الرئيس التنفيذي ويمارس تأثيرًا كبيرًا على عمليات واستراتيجية الشركة. يمتلك ماسك حاليًا نحو 12% من أسهم Tesla، ما يجعله من أكبر المساهمين الرئيسيين.
حققت Tesla نجاحًا كبيرًا في قطاع السيارات، خاصة في تصنيع السيارات الكهربائية. ومع تزايد الضغوط العالمية لتقليل الانبعاثات الكربونية، حازت سيارات Tesla الكهربائية المنتجة بكميات ضخمة على إشادة واسعة لرائد الأعمال الملياردير. وتصدرت الشركة قائمة شركات السيارات الكهربائية الأكثر قيمة عالميًا، بقيمة سوقية تفوق 1 تريليون دولار، ما يعكس ثقة المستثمرين والطلب القوي على منتجاتها.
بالإضافة إلى تصنيع السيارات، تدير Tesla شركة Tesla Energy التابعة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، مما يعزز مكانتها في مجال الطاقة المتجددة. وفي الصين، ثاني أكبر سوق للسيارات الكهربائية بعد أمريكا الشمالية، تحتفظ Tesla بحصة سوقية كبيرة رغم المنافسة المحلية القوية. أظهرت نتائج الشركة المالية الأخيرة تحقيق أرباح قوية وهوامش ربح مرتفعة، ما يدل على نمو مستمر مقارنة بالفترات السابقة. كما حقق سعر سهم الشركة أداءً قويًا، مدفوعًا بتوقعات السوق حول التغييرات التنظيمية المحتملة والدعم المستمر لمبادرات النقل المستدام.
أسس إيلون ماسك شركة SpaceX عام 2002، وهي متخصصة في تصنيع الصواريخ والمركبات الفضائية لأغراض الاستكشاف التجاري للفضاء. وتبلغ قيمة الشركة الحالية نحو 210 مليار دولار بناءً على أحدث التقييمات، ويمتلك ماسك قرابة 42% من أسهم الشركة. يطرح ذلك سؤالًا متكررًا: هل ماسك يمتلك كامل SpaceX؟ الإجابة: لا، فهو يحتفظ بأغلبية السيطرة باعتباره المؤسس وأكبر المساهمين، بينما تضم الشركة مستثمرين متعددين.
يركز ماسك في SpaceX على استكشاف الفضاء التجاري وتمكين الاستيطان البشري على المريخ. وقد حققت الشركة إنجازات بارزة في قطاع الفضاء، إذ أصبحت أول شركة خاصة تنجح في إرسال رواد فضاء مدنيين إلى محطة الفضاء الدولية وإعادتهم بأمان إلى الأرض، في إنجاز مهم لرحلات الفضاء التجارية. وتظل وكالات الفضاء الحكومية من أكبر عملاء SpaceX، حيث تعتبر الشركة من كبار المتعاقدين في مجال الفضاء، ما يؤكد أهميتها للأمن القومي ومبادرات الاستكشاف الفضائي.
شارك ماسك في تأسيس Neuralink عام 2016 لتصبح شركة بحثية متخصصة في علوم الأعصاب. وتتمثل أهدافها الطموحة في علاج أمراض الدماغ الخطيرة وابتكار واجهة مباشرة تربط الذكاء الاصطناعي بالعقل البشري، ما قد يحدث تحولًا في العلاج الطبي والتفاعل بين الإنسان والتقنية.
تسعى Neuralink لتطوير شرائح كمبيوتر قابلة للزرع لعلاج الحالات العصبية. وتستمر مراحل الاختبار عبر القنوات التنظيمية مع تقييم دقيق لإجراءات السلامة. وبحسب أحدث تقارير الصناعة، تبلغ قيمة Neuralink حوالي 8 مليارات دولار في آخر جولات التمويل، ما يدل على ثقة المستثمرين في أبحاث الشركة المتقدمة وإمكاناتها في علاج أمراض عصبية مستعصية.
تأسست The Boring Company عام 2016 للتركيز على تخطيط وتطوير البنية التحتية للنقل. وتهدف إلى تغيير النقل في أمريكا عبر حلول مبتكرة للأنفاق ووسائل النقل تحت الأرض. طرح ماسك رؤيته لنظم نقل متطورة، تتضمن أنفاقًا تحت الأرض للسيارات الذاتية القيادة لنقل الركاب والبضائع.
اقترحت الشركة إنشاء شبكة واسعة من الأنفاق للمركبات الذاتية القيادة عالية السرعة بهدف تحسين كفاءة النقل. ومع ذلك، ما زالت النتائج العملية للمشروع محدودة بعد عدة سنوات من العمل. تشير تقارير الصناعة إلى أن بعض أجزاء المشروع واجهت صعوبات في التنفيذ، مع تأخير أو تعديل بعض أقسام البناء تحت الأرض. ويشكك بعض خبراء المجال في أهداف الشركة ويعتبرون الجداول الزمنية طموحة. رغم ذلك، حصلت الشركة على تقييم مرتفع بعد استثمارات حديثة، ما يدل على استمرار اهتمام المستثمرين رغم التحديات.
تمثل X استحواذ ماسك على منصة تواصل اجتماعي كبيرة في أواخر 2022 مقابل نحو 44 مليار دولار. وبعد الاستحواذ، أعاد ماسك تسمية المنصة إلى X وأعلن رغبته في تحويلها إلى منصة شاملة تجمع بين التواصل الاجتماعي والمراسلة والخدمات المتنوعة.
واجهت المنصة تحديات كبيرة منذ الاستحواذ، إذ شهدت قيمتها السوقية تقلبات ملحوظة وانخفاضًا كبيرًا مقارنة بسعر الشراء. كما واجهت صعوبات في إيرادات الإعلانات والأداء المالي، ويتوقع محللو الصناعة أن الشركة ستواجه ديونًا كبيرة في السنوات المقبلة.
رغم تلك التحديات، تشير التطورات إلى فرص محتملة للتعافي. ويُتوقع أن يدعم استمرار ماسك في إدارة المنصة آفاقها المستقبلية. وأبدت شركات وعلامات تجارية رئيسية اهتمامًا متجددًا بالمنصة، ما قد يعزز أدائها المالي ومكانتها في السوق.
أسس ماسك شركة xAI بهدف تطوير أبحاث الذكاء الاصطناعي وتقديم حلول تنافسية في القطاع المتسارع. تمثل الشركة دخول ماسك القوي لقطاع الذكاء الاصطناعي، حيث يحتفظ بملكية كبيرة وسيطرة واضحة على توجيه الشركة واستراتيجياتها.
استقطبت xAI نخبة من خبراء الذكاء الاصطناعي ممن عملوا سابقًا في شركات تقنية رائدة. وبحسب تقارير الصناعة، تم تخصيص موارد حوسبة متقدمة، مثل معالجات الرسوميات، لدعم متطلبات تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي القوية. وتُعد هذه الأنظمة ضرورية لتطوير وتحسين نماذج الشركة.
تشير التقارير الأخيرة إلى أن xAI تسعى لجمع تمويل قد يرفع تقييم الشركة بشكل كبير. ووفقًا لإيداعات الأعمال والتغطية الصناعية في نهاية 2024، قد تؤدي جولة التمويل إلى زيادة كبيرة في تقييم xAI. وأكدت شركات الاستثمار أن xAI تتفاوض لجمع رأس مال بقيم تعكس اهتمامًا قويًا من المستثمرين بمستقبل الشركة ومكانتها التنافسية في سوق الذكاء الاصطناعي.
تمثل شركات إيلون ماسك في أمريكا واحدة من أكثر الإمبراطوريات التجارية تنوعًا وطموحًا في العصر الحديث. من هيمنة Tesla في السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة إلى إنجازات SpaceX في الفضاء التجاري — حيث يمتلك ماسك نحو 42% وليس كامل الشركة — ومن تقنية Neuralink العصبية إلى تطوير الذكاء الاصطناعي في xAI، يمتلك ماسك تأثيرًا كبيرًا في قطاعات حيوية عالمية. وبينما تواجه بعض المشاريع مثل The Boring Company ومنصة X تحديات ملحوظة، تحقق شركات أخرى مثل Tesla وSpaceX نجاحًا وربحية عالية. وتبرز هذه الشركات الست — Tesla، SpaceX، Neuralink، The Boring Company، X، وxAI — التزام ماسك بالابتكار وتحقيق أهداف طموحة في النقل المستدام، واستكشاف الفضاء، والذكاء الاصطناعي. ومع استمرار ماسك في أداء أدوار متعددة، ستظل ملكيته وتأثيره في هذه الشركات عاملًا رئيسيًا في تشكيل ثروته الشخصية ومسار الابتكار والنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.











