ما هو صانع السوق الآلي في العملات الرقمية؟

يمثل صانعو السوق الآليون (AMMs) توجهًا مبتكرًا قلب موازين تداول العملات الرقمية وغيّر جوهر قطاع التمويل اللامركزي. تعتمد هذه المنصات الحديثة على العقود الذكية لتسهيل تبادل الرموز دون الاعتماد على دفاتر الأوامر التقليدية، وتستخدم نماذج رياضية لتحديد أسعار الأصول وفقًا لعوامل العرض والطلب.

ما هو صنع السوق؟

يُعد صنع السوق ممارسة راسخة في الأسواق المالية التقليدية، حيث توفر كيانات متخصصة خدمات سيولة ضرورية. يعمل صانعو السوق كوسطاء يضعون باستمرار أسعار الشراء والبيع لأصول محددة، لضمان تنفيذ الصفقات بكفاءة بين المشترين والبائعين. يحقق هؤلاء أرباحًا من فارق السعر بين البيع والشراء، إلى جانب رسوم مقابل توفير السيولة وتنفيذ أوامر السوق. على سبيل المثال، قد يعرض صانع السوق شراء أصل بسعر 100 دولار وبيعه بسعر 101 دولار، ليحقق ربحًا قدره دولار واحد ويحافظ على استقرار السوق. تسهم هذه الممارسة في استمرار النشاط التداولي وتقليل تقلبات الأسعار.

ما هو صانع السوق الآلي (AMM)؟

صانع السوق الآلي هو بروتوكول لامركزي متقدم يستفيد من العقود الذكية لأتمتة عملية صنع السوق. بخلاف النماذج التقليدية التي تتطلب تدخل بشري، يعمل AMM بشكل مستقل على شبكات البلوكشين من خلال منصات التداول اللامركزية وتطبيقات النظير للنظير. يتمثل الابتكار في استخدام برك السيولة—وهي صناديق جماعية تضم أزواجًا من الأصول—مما يتيح تداولًا مستمرًا دون الحاجة لوسيط. أثبتت منصات AMM الرائدة جدوى هذا النموذج، حيث تقدم العديد منها حلولًا لصنع السوق الآلي. غالبًا ما تعتمد آلية التسعير على صيغ رياضية أشهرها x * y = k، حيث يرمز x و y إلى كميات الأصلين في البركة، ويبقى k ثابتًا لضمان التوازن.

كيف تعمل صانعات السوق الآلية؟

تعمل صانعات السوق الآلية من خلال منظومة متكاملة تجمع بين برك السيولة والتسعير الخوارزمي. عند تنفيذ صفقة، تُحول أموال المتداول إلى بركة السيولة المناسبة، وتحدد خوارزمية رياضية سعر الصرف وفقًا للنسب الحالية للرموز. يقوم النظام تلقائيًا بتعديل نسب الأصول لضمان توازن الأسعار وتوفير السيولة لكلا جانبي زوج التداول. فعلى سبيل المثال، إذا اشترى مستخدم ETH من بركة ETH/USDC، تزيد كمية USDC وتنخفض كمية ETH، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر ETH تلقائيًا. يتحمل كل تداول رسومًا صغيرة توزع نسبيًا على مزودي السيولة في البركة، محفزة بذلك توفير السيولة. هذا النظام الآلي هو ما يجعل تداول AMM في العملات الرقمية فعالًا وسهلًا.

ما هي بركة السيولة؟

بركة السيولة عنصر محوري في أنظمة AMM، وتعمل كخزان تديره العقود الذكية لأصول العملات الرقمية. تتيح هذه البرك التداول دون الحاجة إلى طرف مقابل مباشر، حيث ينفذ المستخدمون صفقاتهم مقابل الأموال المجتمعة بأسعار تحددها الخوارزمية. يساهم مزودو السيولة بقيم متساوية من رمزين (بنسبة 50:50) ويحصلون على جزء من رسوم التداول. على سبيل المثال، من يودع في بركة ETH/DAI يجب أن يقدم قيمًا متكافئة من كلا الأصلين. تعالج هذه البنية مشكلة الانزلاق السعري من خلال الحفاظ على سيولة عميقة، ما يثبت الأسعار حتى في فترات التداول النشط. أصبحت برك السيولة أحد الأعمدة الرئيسية للتداول الآلي والسلس في نظام DeFi، وجوهر عمل منصات AMM.

آلية توفير السيولة

تستند آلية توفير السيولة في AMMs إلى مبدأين رئيسيين يضمنان استدامة النظام. أولًا، يدفع المتداولون (آخذو السيولة) رسومًا عند تنفيذ المبادلات، ما يعوّض مزودي السيولة عن رأس المال والمخاطر. ثانيًا، عند السحب من البركة، تضمن آلية منحنى الربط تحويل الرسوم المتراكمة تلقائيًا من المتداولين إلى المزودين. يخلق ذلك دورة مستمرة تحفز المزودين على الاستمرار في توفير السيولة، بينما يتمكن المتداولون من الوصول إلى فرص تداول فورية. غالبًا ما تتراوح الرسوم بين 0.1% و0.3% لكل صفقة، ما يوفر عوائد مجدية للمزودين ويحافظ على تنافسية الأسعار للمتداولين.

دور العقود الذكية

تُعد العقود الذكية الأساس التقني لأنظمة AMM، إذ تتيح تنفيذ التداولات تلقائيًا وبدون تدخل بشري. تحتوي هذه البرامج الذاتية التنفيذ على قواعد محددة مسبقًا تطلق أوامر البيع والشراء بمجرد تحقق شروط معينة، وتعمل بمنطق "إذا-فإن". بمجرد نشرها، لا يمكن تعديل العقود الذكية أو التدخل فيها، مما يضمن شفافية وتنفيذًا متوقعًا لكافة الصفقات. تمنح هذه الخاصية المستخدمين الثقة في تنفيذ التداولات كما هو مبرمج، دون إمكانية التلاعب أو تدخل جهة مركزية. تلغي العقود الذكية مخاطر الطرف المقابل وتخفض التكاليف التشغيلية مقارنة بالأنظمة التقليدية، ما يجعلها عنصرًا محوريًا في عمل AMM في العملات الرقمية.

آليات اكتشاف الأسعار

تستخدم بروتوكولات AMM ثلاث منهجيات مختلفة لاكتشاف الأسعار، كل واحدة منها تخدم احتياجات محددة. الفئة الأولى تشمل AMMs التي تعتمد فقط على النشاط المحلي لتحديد الأسعار، مثل صانعات الأسواق ذات المنتج الثابت حيث تتشكل الأسعار بشكل عضوي من التداول. الفئة الثانية تعتمد على افتراض أن السعر يساوي 1، وتستخدم غالبًا في تداول العملات المستقرة. بعض منصات AMM تبني هذا النموذج لتحقيق أقل انزلاق سعري بين الأصول المتقاربة في القيمة. الفئة الثالثة تستعين بتغذية أسعار خارجية من أنظمة أوراكل لتحديد الأسعار المرجعية، مما يدمج السيولة على السلسلة مع معلومات الأسعار خارج السلسلة لضمان المنافسة السعرية.

حساب خوارزمية التسعير

تُعد خوارزمية التسعير جوهر الحفاظ على الاستقرار وتقليل الانزلاق السعري في منصات AMM. تعتمد معظم التطبيقات على صيغة المنتج الثابت x * y = k، حيث يمثل x كمية الأصل الأول، و y كمية الأصل الثاني، و k إجمالي السيولة الثابتة في البركة. عند تنفيذ صفقة، تعدل الخوارزمية نسب الأصول مع الحفاظ على قيمة k ثابتة. في مثال بركة ETH/DOT، إذا اشترى مستخدم ETH، تقل كمية ETH وتزداد كمية DOT، ليبقى حاصل الضرب ثابتًا وتعدل الأسعار تلقائيًا حسب العرض والطلب. تستخدم منصات AMM المتطورة صيغًا محسنة لحالات الاستخدام المتخصصة، مثل تداول العملات المستقرة أو البرك متعددة الأصول.

أمثلة على بروتوكولات AMM

يضم قطاع AMM العديد من البروتوكولات البارزة التي قادت الابتكار في التداول اللامركزي. قدمت منصات متعددة مبنية على Ethereum وسلاسل أخرى صيغًا رياضية أصبحت معيارًا للصناعة. ظهرت منصات يقودها المجتمع توفر ميزات وحوافز إضافية. تركز بعض المنصات على تداول العملات المستقرة مع أقل انزلاق سعري عبر خوارزميات متقدمة. منصات أخرى توسع مفهوم AMM بدعم برك متعددة الرموز وأوزان مخصصة. بعضها ابتكر سيولة من جانب واحد، بينما أدخلت أخرى نماذج صانع السوق النشط باستخدام أوراكل الأسعار الخارجية. يوفر كل بروتوكول ميزات تناسب احتياجات التداول وتفضيلات المستخدمين، ويثري تنوع منظومة AMM للعملات الرقمية.

ميزات صانعات السوق الآلية

تتميز صانعات السوق الآلية بخصائص استثنائية تميزها عن منصات التداول التقليدية. يتيح هيكلها اللامركزي الوصول المفتوح دون موافقة، ما يسمح لأي شخص بالتداول بحرية. يضمن تكامل العقود الذكية تنفيذًا تلقائيًا وآمنًا للصفقات دون تدخل بشري. يتيح النموذج غير الاحتجازي للمستخدمين السيطرة الكاملة على أصولهم عبر محافظهم الشخصية، دون الحاجة لإيداع الأموال لدى وسيط. يعزز الأمان بفضل الطبيعة الموزعة للبلوكشين، مما يجعل الهجمات المنسقة أكثر صعوبة من الأنظمة المركزية. وتمنع آلية التسعير الخوارزمية التلاعب بالأسعار عبر الحفاظ التلقائي على التوازن في برك السيولة، ما يضمن الشفافية والعدالة لجميع المشاركين في سوق AMM للعملات الرقمية.

إيجابيات وسلبيات صانعات السوق الآلية

تقدم صانعات السوق الآلية مزايا عديدة أسهمت في انتشارها الواسع داخل منظومة العملات الرقمية. يمكن لأي مستخدم أن يصبح مزود سيولة ويحقق دخلًا سلبيًا عبر رسوم التداول، ما يفتح باب صنع السوق للجميع بعد أن كان مقتصرًا على المؤسسات. يعمل النظام التداولي الآلي على مدار الساعة دون توقف أو حدود جغرافية. تخفض آلية التسعير الخوارزمية بشكل كبير من مخاطر التلاعب السعري مقارنة بالأنظمة التقليدية. يزيل غياب الوسطاء التكاليف ويقضي على نقاط الفشل المركزية. وتوفر اللامركزية حماية إضافية لأموال المستخدمين من مخاطر المنصات المركزية، ما يزيد شعبية حلول AMM.

ومع ذلك، تواجه AMMs بعض التحديات. تركز التقنية أساسًا على سوق التمويل اللامركزي، مما قد يحد من تبنيها العام. وتُعتبر مفاهيم مثل برك السيولة والخسارة غير الدائمة معقدة للمبتدئين في العملات الرقمية. كما أن رسوم المعاملات قد ترتفع أثناء ازدحام الشبكة، ما يجعل التداولات الصغيرة أحيانًا غير مجدية اقتصاديًا. ويواجه مزودو السيولة خطر الخسارة غير الدائمة إذا تغيرت أسعار الأصول بشكل كبير عن نسبها الأصلية.

AMM مقابل نموذج دفتر الأوامر

يكمن الفرق الجوهري بين AMMs وأنظمة دفتر الأوامر التقليدية في طريقة التشغيل والمنهجية. تحتفظ منصات دفتر الأوامر بسجلات مركزية لمطابقة أوامر البيع والشراء، وتحتاج لوسطاء لإدارة تدفق الأوامر وتشغيل محرك المطابقة. بينما تلغي AMMs الحاجة للطرف المقابل، ما يتيح التداول مباشرة مع برك السيولة عبر العقود الذكية. تختلف أيضًا هياكل الحوافز: تمنح AMMs مزودي السيولة جزءًا من رسوم التداول، بينما تحتفظ منصات دفتر الأوامر عادةً بالرسوم لنفسها. توفر دفاتر الأوامر أولوية السعر والوقت وتنفيذًا أفضل للصفقات الكبيرة، بينما تقدم AMMs تنفيذًا مضمونًا وتجربة مبسطة. يعتمد الاختيار بين النمطين على توازن بين جودة التنفيذ، اللامركزية، وتعقيد التشغيل.

دور صانعات السوق الآلية في التمويل اللامركزي

أصبحت AMMs بنية تحتية رئيسية لمنظومة التمويل اللامركزي، حيث أتاحت نموذجًا جديدًا للخدمات المالية. توفر مصادر سيولة موثوقة تدعم تطبيقات DeFi المتنوعة، مثل بروتوكولات الإقراض ومجمعات العوائد. من خلال تحفيز تقديم السيولة، تتيح AMMs فرص دخل سلبي لأي حامل للعملات الرقمية. تضمن آلية التسعير الخوارزمية بيئة تداول مستقرة مع انخفاض مخاطر التلاعب مقارنة بالمنصات المركزية. وتتماشى خصائص الحفظ الذاتي مع مبادئ السيادة المالية ومقاومة الرقابة الخاصة بالتمويل اللامركزي. يتيح انخفاض الحاجز أمام الدخول مشاركة أوسع في الأسواق المالية، ما يمكن المستخدمين في جميع أنحاء العالم من الوصول لفرص التداول وصنع السوق بغض النظر عن الموقع أو الوضع الاقتصادي. هذا المزيج من سهولة الوصول والكفاءة والمواءمة مع روح اللامركزية جعل منصات AMM للعملات الرقمية أساسًا للنظام المالي اللامركزي الحديث.

الخلاصة

يمثل صانعو السوق الآليون نقلة نوعية في تداول العملات الرقمية والتمويل اللامركزي، حيث يقدمون حلولًا مبتكرة لتحديات السيولة واكتشاف الأسعار. يجمع نموذج AMM بين العقود الذكية، وبرك السيولة، وآليات التسعير الخوارزمية، ما ألغى الحاجة للوسطاء التقليديين وفتح باب التداول المستمر للجميع. ورغم بعض التحديات كتعقيد التقنية للمبتدئين وتغير الرسوم، فإن مزايا اللامركزية، الأمان، وتعميم صنع السوق أسهمت في انتشارها الواسع في منظومة DeFi. ومع تطور تقنية البلوكشين وتحسن واجهات المستخدم، من المتوقع أن تلعب حلول AMM دورًا محوريًا في مستقبل الأنظمة المالية العالمية، لتقدم بديلًا جذابًا لمنصات التداول المركزية وتعيد رسم مفهوم السيولة وتبادل القيمة في العصر الرقمي.

الأسئلة الشائعة

ما هو AMM في العملات الرقمية؟

AMM (صانع السوق الآلي) هو بروتوكول في المنصات اللامركزية يتيح التداول باستخدام برك السيولة بدلًا من دفاتر الأوامر التقليدية، ويحدد الأسعار تلقائيًا حسب نسب الأصول في البركة.

ما هو أفضل AMM في العملات الرقمية؟

تُعد Uniswap أفضل AMM في العملات الرقمية، حيث تتصدر القطاع بحجمها السوقي وانتشارها الكبير في DeFi. وحتى عام 2025، تظل الخيار الأول للعديد من المتداولين في سوق AMM.

ما هي مخاطر AMM؟

تشمل المخاطر الرئيسية الخسارة غير الدائمة، ثغرات العقود الذكية، والانزلاق السعري في التداولات الكبيرة.

كيف تحقق دخلًا سلبيًا من XRP AMM؟

قم بتوفير السيولة في برك XRP AMM لتحصل على رسوم التداول. جمّد XRP في بروتوكولات DeFi لتحقيق عائد. أقرض XRP على منصات الإقراض للحصول على دخل فائدة.