قيمة البيتكوين الحقيقية تكمن في التداول، وليس في التخزين

تتمثل أكبر ميزة لبيتكوين في وظيفتها كوسيلة للتداول، وليس فقط كأداة لتخزين القيمة. على الرغم من أن النظام المالي الحالي يميل إلى فصل وظيفة العملة، إلا أن هذا لا يعني أنه ينبغي أن يكون كذلك. إن اعتبار بيتكوين مجرد أداة لتخزين القيمة في الواقع هو هجوم على جوهرها، وقد يؤدي هذا النهج إلى تقليصها إلى الذهب الرقمي 2.0، مما يؤدي في النهاية إلى تقييدها.

لا يمكن تحقيق تخزين القيمة بدون وسيط تداول. الوسيط التجاري هو الأهم - يجب عليك إجراء المعاملة أولاً ثم يمكنك تخزين بيتكوين. إذا كان تخزين القيمة هو النقطة الأساسية، تخيل إعلان أنك فقدت مفتاح بيتكوين الخاص بك - نظريًا لا يزال بإمكانك "تخزينه بشكل مثالي"، لكن بسبب فقدان القدرة على التداول، سيقوم السوق بمسح قيمته الاسمية. تأتي قيمة بيتكوين بالضبط من سيولته وقدرته كوسيط تداول.

تدعم بيانات سوق البيتكوين هذه الرؤية. في عام 2024، ستصل القيمة السوقية للبيتكوين إلى 2 تريليون دولار، بينما ستصل قيمة المعاملات على بلوكتشين الخاص به إلى 3.4 تريليون دولار. إذا أخذنا في الاعتبار شبكة البرق، فقد يصل إجمالي حجم المعاملات إلى حوالي 4 تريليون دولار. وهذا يشير إلى أن دور البيتكوين كوسيلة للتداول هو ضعف وظيفته كوسيلة لتخزين القيمة.

إن التركيز المفرط على سرد بيتكوين كوسيلة لتخزين القيمة قد يضلل المستثمرين. بالنسبة لمعظم الناس، تكون الأولوية هي الحصول على القيمة ونقلها، بدلاً من مجرد تخزينها. فقط عندما يمتلك الشخص ما يكفي من الأصول، يصبح تخزين القيمة هو الأولوية. قد تعيق الشعار الحالي "الاحتفاظ إلى الأبد" توسيع تأثير شبكة بيتكوين.

لا ينبغي اعتبار البيتكوين كأصل أو أداة مالية أخرى، بل هو عملة بلا حدود وبدون ترخيص. مجرد تخزينه لن يجلب الحرية. السماح بتداول البيتكوين يمكن أن يبني الشبكة، يعزز التعاون، ويقوي النظام البيئي. من الحكمة تخزين بعض منه للمستقبل، لكن الأهم هو وضع خطة للاستمرار في استخدامه، بدلاً من أن تكون "أغنى شخص في المقبرة".