مؤخراً، أثار بروتوكول الدفع AP2 الذي أطلقته جوجل اهتماماً واسعاً في مجال دفع الوكلاء بالذكاء الاصطناعي. لا تُظهر هذه الخطوة فقط مدى اهتمام عمالقة الإنترنت التقليديين بدمج الذكاء الاصطناعي والتشفير، بل تشير أيضاً إلى تفاؤلهم بشأن إمكانيات هذا القطاع الناشئ.

ومع ذلك، على الرغم من أن العديد من وسائل الإعلام قد أعطت بروتوكول AP2 تقييماً عالياً، بل ورأت فيه إنجازاً مهماً في مجال الدفع من خلال وكلاء الذكاء الاصطناعي، إلا أننا بعد تحليل عميق، وجدنا أن هذا البروتوكول لا يزال لديه بعض القيود.

الهدف الرئيسي لبروتوكول AP2 هو التحقق والتأكد من أن العمليات التي ينفذها وكلاء الذكاء الاصطناعي تنبع من تعليمات بشرية. على الرغم من أن هذه النقطة مهمة، إلا أنها تحد من نطاق تطبيقها. في الواقع، في النظام البيئي الرقمي المستقبلي، من المحتمل أن يتجاوز عدد وكلاء الذكاء الاصطناعي عدد البشر. والأهم من ذلك، أن التفاعلات والمعاملات بين وكلاء الذكاء الاصطناعي، سواء من حيث التكرار أو الكمية أو المبلغ، قد تفوق بكثير المعاملات بين البشر أو بين البشر ووكلاء الذكاء الاصطناعي.

بالنظر إلى ذلك، يبدو أن بروتوكول AP2 من جوجل يغطي فقط جزءًا صغيرًا من النظام الاقتصادي للذكاء الاصطناعي بالكامل - المعاملات بين البشر ووكلاء الذكاء الاصطناعي، وهو مقتصر فقط على مراحل معينة من هذه المعاملات. قد تؤثر هذه القيود على شموليتها وتأثيرها في اقتصاد وكلاء الذكاء الاصطناعي في المستقبل.

على الرغم من ذلك، فإن ظهور بروتوكول AP2 لا يزال يمثل بداية اعتراف الشركات التكنولوجية الكبرى والمشاركة بنشاط في بناء اقتصاد الوكلاء الذكاء الاصطناعي. إنه يوفر لنا نقطة انطلاق للتفكير: كيف نصمم نظام دفع لوكلاء الذكاء الاصطناعي يكون أكثر شمولاً وملاءمة لاحتياجات المستقبل؟ يجب أن يلبي هذا النظام احتياجات التفاعل بين البشر والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى دعم الأنشطة الاقتصادية المتزايدة التعقيد بين وكلاء الذكاء الاصطناعي.

مع التقدم المستمر في التكنولوجيا وزيادة انتشار الذكاء الاصطناعي، نتطلع إلى رؤية المزيد من الحلول الابتكارية تظهر لمواجهة التحديات والفرص التي يطرحها اقتصاد وكلاء الذكاء الاصطناعي. بروتوكول AP2 من جوجل لا شك أنه بداية جيدة، ولكن من الواضح أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه في هذا المجال سريع التطور.