في صباح أحد الأيام في لندن، عندما اقتحم الشرطة الباب، لم تكن المرأة النائمة في السرير تعرف بعد - أن هناك عملة بيتكوين تساوي عدة مليارات من الدولارات موجودة في الأجهزة المحيطة بها.

هذا الشخص يُدعى تشيان زهي مين. ظاهريًا، هي سيدة ثرية تنفق الأموال بلا حساب، تقود سيارة بنتلي، تعيش في قصر، وتجمع الأعمال الفنية. لكن إذا نظرنا إلى الوراء قبل عشر سنوات، فإن ما كانت تفعله كان قاسيًا بما فيه الكفاية.

بين عامي 2014 و2017، أنشأت "صندوق استثمار ذو عائد مرتفع" في البلاد، وجذبت أكثر من 128000 شخص للدخول. ولكن الأموال لم تذهب إلى أي صندوق، بل تحولت بالكامل إلى بيتكوين - بإجمالي يزيد عن 61000 عملة، والتي تقدر اليوم بـ 66 مليار دولار.

عندما بدأت السلطات المحلية بالتحقيق معها، كانت قد هربت بالفعل. غيرت اسمها، جواز سفرها، وطريقتها في العيش. كانت تتجول في مختلف أنحاء أوروبا، تستخدم أموال قذرة لشراء العقارات وتبييض أصولها، حتى أنها استأجرت أشخاصًا ليكونوا واجهات في سوق العقارات البريطانية. أصدرت الإنتربول إشعارًا أحمر للقبض عليها، لكنها كانت تعيش بحرية.

استمرت هذه الأيام حتى أبريل 2024. عندما اقتحمت الشرطة في لندن الباب، كانت لا تزال تحلم. أصبحت هذه العملية واحدة من أكبر قضايا استرداد العملات المشفرة في العالم.

في عام 2025، حُكم عليها بالسجن لمدة 11 عامًا و8 أشهر بتهمة غسيل الأموال وإخفاء العائدات الإجرامية.

الأكثر سخرية هو أنه - بسبب ارتفاع سعر البيتكوين بشكل جنوني على مر السنين، فإن أولئك الذين تم خداعهم في ذلك الوقت، من الناحية النظرية، ليس فقط أنهم لم يخسروا، بل يمكنهم استرداد أموال أكثر من رأس المال الأصلي.