الأسبوع الماضي كان في ناس تأمل أن يكون في خفض للفائدة في ديسمبر حتى يستقر الوضع، لكن هذا الأسبوع الخلاف داخل الفيدرالي الأمريكي انفجر—الصقور والحمائم يتجادلون بشكل أعنف حتى من مشاحنات مجموعات التصفية الليلية.

خلينا نشوف رأي الصقور أول. معاهم بيانات PCE الأساسية (لسه فيه مسافة عن هدف الـ2%)، وموقفهم متشدد جداً: "تخفضوا الفائدة الحين؟ هذا كأنكم تدمرون كل اللي بنيتوه! تعبنا كثير حتى نسيطر على التضخم، ولو السياسة النقدية ارتخت والأسهم الأمريكية لا تزال مرتفعة، الأسعار راح تعاود الارتفاع وكل الجهد يضيع هباءً." منطقهم قوي فعلاً—طالما التضخم ما برد كفاية، تخفيض الفائدة الحين كأنك تصب بنزين على نار توك سيطرت عليها، والمخاطرة كبيرة.

أما الحمائم فمستعجلين ومتوترين، وصوتهم عالي في الرد: "أنتم بس تراقبون التضخم! الفائدة العالية خنقت الشركات، التحذيرات من تسريح الموظفين في الشركات الصغيرة والمتوسطة صارت تتكرر كثير، والرغبة في الاستثمار نزلت بشكل حاد. إذا استمرينا على هذا التضييق، سوق العمل ممكن ينهار، وسلسلة ردود الفعل تسحب الاقتصاد كله للهاوية!" كلامهم واقعي فعلاً. إذا سوق العمل ما قدر يصمد، الأساسيات تنهار، وسوق الكريبتو ما راح يكون في مأمن، والنزول وقتها بيشمل أكثر من مجرد تقلبات قصيرة.

بالمختصر، الخلاف بينهم مو بس "نخفض الفائدة أو لا"، بل هو اختيار مصيري بين "حماية التضخم أو حماية الوظائف"—طرف يبغى يضغط الفرامل حتى ما يضيع كل شيء، وطرف يبغى يدعس البنزين حتى ما تتعطل عجلة الاقتصاد. هذا التمزق في توقعات السياسة هو أكثر شيء تخاف منه الأسواق.