من وادي السليكون إلى مومباي: تكشف البيانات عن حقيقة الاحتيال داخل السلسلة بلا حدود

كتبه: Mars_التمويل اللامركزي

ترجمة: Chopper، أخبار Foresight

العنوان الأصلي: خريطة جغرافية للاحتيال في العملات المشفرة: من وادي السيليكون إلى مومباي، الاحتيال لا يعرف الحدود

في المراحل الأولى من تطوير العملات المشفرة، اعتقد الكثيرون أن الاحتيال هو الثمن الذي لا بد من دفعه للابتكار، وأن “هروب المشاريع” أو “الاحتيال عند الخروج” يقتصر فقط على بعض الأفراد غير القانونيين في زوايا الإنترنت غير المنظمة.

لكن مرت سنوات، وبدأ الصحفيون المستقلون مثل ZachXBT في الكشف عن حقيقة مقلقة: احتيالات العملات الرقمية أصبحت عالمية بالفعل.

بين عامي 2022 و2025 فقط، سجل ZachXBT 118 حالة مختلفة من الاحتيال المالي، من حالات هروب NFT التي تقدر بملايين الدولارات إلى شبكات غسيل الأموال المعقدة عبر السلاسل. تكشف تقاريره الاستقصائية عن المحتالين في جميع القارات: بما في ذلك فرق مشاريع Memecoin المدعومة من مشاهير وادي السيليكون، وعصابات الاحتيال على Telegram في مومباي، وفرق التلاعب في الأسعار في إسطنبول.

إن الاتساق الذي تقدمه البيانات مذهل: لا يمكن لأي دولة أو منطقة أن تكون محصنة ضد احتيال المحتالين.

أسطورة المحتالين الإقليميين

الوظيفة الجديدة لعرض المواقع الجغرافية التي أضافتها منصة التواصل الاجتماعي X مؤخرًا، كانت تهدف إلى تعزيز الشفافية، لكنها أثارت مناقشات تتعلق بمشاعر كراهية الأجانب.

بدأ العديد من المستخدمين في مهاجمة الآخرين بناءً على بلد المنشأ لحساباتهم، وخاصة الحسابات المتعلقة بالهند ونيجيريا وروسيا، ووسم جميع سكان هذه الدول بعلامة “احتيال”.

لكن تحقيقات ZachXBT تروي قصة مختلفة تمامًا. إليك ملخص موجز لبيانات تحقيقات ZachXBT على مدى السنوات الثلاث الماضية:

في 118 قضية احتيال تم التحقق منها:

• حوالي 41% مصدرها من آسيا (الهند، الصين، جنوب شرق آسيا)
• حوالي 28% يأتي من أمريكا الشمالية
• حوالي 15% تأتي من أوروبا
• حوالي 10% تتعلق بأفريقيا
• حوالي 6% بسبب عدم إمكانية تتبع خلطات العملات أو العملات الخاصة، الهوية مجهولة

توزيع المناطق لمرتكبي الاحتيال في هذه 118 تقريرًا يستحق أيضًا الانتباه:

!

توزيع مناطق المحتالين في العملات المشفرة الذين حددهم ZachXBT

ما تكشفه البيانات ليس منطقة مشكلة معينة، بل هو نقص أخلاقي موجود على مستوى العالم.

تكشف البيانات المذكورة أعلاه عن حقيقة مفتاحية غالبًا ما يتم تجاهلها في النقاشات على الإنترنت: على الرغم من أن الأفارقة (لا سيما النيجيريين) يتم وسمهم بشكل متكرر وغير عادل كضحايا للاحتيال في العملات المشفرة، إلا أن الوضع الفعلي هو عكس ذلك.

هذا يدل على أن احتيال العملات المشفرة ليس محصورًا في منطقة معينة، بل هو مشكلة عالمية تتجاوز الحدود واللغات والثقافات.

التحقيق في عمليات احتيال العملات المشفرة من منظور ماكرو

!

1. أعلى الدول من حيث المبلغ المسروق لكل ضحية خلال الفترة من يناير 2025 إلى يونيو 2025.

بالنسبة لأولئك الذين يتهمون نيجيريا أو الهند بشكل أعمى، فإن الرسم البياني الأول يكفي لصدمة. أعلى 10 دول من حيث متوسط المبلغ المسروق لكل ضحية هي:

• الإمارات —— حوالي 78,000 دولار
• أمريكا —— حوالي 77,000 دولار
• تشيلي —— حوالي 5.2 ألف دولار أمريكي
• الهند —— حوالي 51,000 دولار
• ليتوانيا —— حوالي 38,000 دولار أمريكي
• اليابان —— حوالي 2.6 دولار أمريكي
• إيران —— حوالي 25000 دولار
• إسرائيل —— حوالي 1.2万美元
• النرويج —— حوالي 1.2万美元
• ألمانيا —— حوالي 1.1 ألف دولار

هل لاحظت؟ نيجيريا ليست على هذه القائمة على الإطلاق، بينما الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة، والعديد من الدول الأوروبية، والعديد من الدول الآسيوية موجودة بشكل بارز.

إذا كانت تلك الصور النمطية صحيحة، يجب أن تكون قمة هذه القائمة في نيجيريا أو الهند، لكن الحقيقة ليست كذلك.

2. خريطة حالات ضحايا المحافظ العالمية (2022-2025)

عندما نقوم بتوسيع نطاق رؤيتنا إلى العدد الإجمالي للضحايا على مستوى العالم، تصبح التوزيعات الجغرافية أكثر وضوحًا. الضحايا منتشرون في أمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وأوروبا، والشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وآسيا.

تشمل المناطق التي يوجد بها عدد أكبر من الضحايا: غرب أوروبا وشرق أوروبا، أمريكا الشمالية، بعض مناطق آسيا، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ماذا عن إفريقيا؟ مقارنة بأوروبا والأمريكتين وآسيا، فإن العدد الإجمالي لمحافظ الضحايا في إفريقيا أقل بكثير. هذه ليست حكمًا شخصيًا، بل هي حقيقة موضوعية تقدمها الخريطة.

3. المناطق التي تشهد أسرع نمو في عدد ضحايا احتيال العملات المشفرة (2024 – 2025 على أساس سنوي)

تظهر الصورة الثالثة المناطق التي شهدت أسرع نمو في الاحتيال، حيث كانت نسبة نمو الضحايا في كل منطقة على أساس سنوي هي:

• شرق أوروبا —— حوالي 380%
• الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - حوالي 300%
• وسط آسيا / جنوب آسيا وأوقيانوسيا —— حوالي 270%
• أمريكا الشمالية —— حوالي 230%
• أمريكا اللاتينية —— حوالي 200%
• منطقة آسيا والمحيط الهادئ —— حوالي 140%
• أوروبا (بشكل عام) - حوالي 120%
• إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى —— حوالي 100%

مرة أخرى، أؤكد أن معدل النمو في أفريقيا يحتل المرتبة الأدنى. في الوقت نفسه:

• الضحايا في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يزدادون بشكل قياسي عالميًا
• أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية تليها
• منطقة آسيا والمحيط الهادئ والهند في مستوى متوسط
• إفريقيا هي المنطقة الأقل تأثراً في مجموعة البيانات بأكملها

إذا كانت نيجيريا هي مركز الاحتيال العالمي، فلن تكون إفريقيا في ذيل هذه القائمة.

الحقيقة هي: احتيال العملات الرقمية ليس مشكلة نيجيريا أو الهند، بل هو مشكلة عالمية.

البيانات دحضت الصور النمطية تمامًا:

• الدولة التي تعرض فيها أكبر مبلغ مسروق من ضحية واحدة ليست من الدول الأفريقية أو الهندية.
• أسرع المناطق نمواً في الاحتيال ليست تلك التي تقع في إفريقيا أو الهند
• معدل نمو الضحايا في أفريقيا هو الأدنى على الإطلاق

إذن ، لماذا يتم وصم النيجيريين والهنود بشكل غير عادل بعلامة “احتيال”؟ لأن الناس غالبًا ما يحكمون بناءً على المشاعر بدلاً من الأدلة؛ لأن عملية احتيال فيروسية واحدة في منطقة معينة ستصبح علامة جماعية لملياري شخص ، وسرعة انتشار التحيزات على الإنترنت أسرع بكثير من الحقيقة.

وفقًا للبيانات:

• نيجيريا ليست واحدة من الدول ذات الخسائر العالية.
• عدد ضحايا الاحتيال في إفريقيا شهد أقل نسبة زيادة.
• البيانات الإحصائية في أوروبا وأمريكا الشمالية أسوأ.
• تواجه مناطق آسيا مثل الإمارات والهند قضايا سرقة ذات قيمة عالية.

إذا كان هناك أكبر عدد من المحتالين في منطقة ما، فإن حالات الضحايا في تلك المنطقة ستكون خطيرة أيضًا (المحتالون يرتكبون الجرائم في الأماكن التي يعرفونها جيدًا). لكن إفريقيا والهند لم تظهران هذه النمط على الإطلاق.

إذا كان النيجيريون والهنود يتعاملون بشكل عام كغيرهم، فإنهم يستطيعون توجيه أصابع الاتهام بالكامل نحو أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لكنهم لم يفعلوا ذلك، لأن الأشخاص المسؤولين يفهمون: المحتالون موجودون في كل مكان - في كل عرق، وكل منطقة، وكل دولة؛ وضحايا الاحتيال منتشرون في جميع أنحاء العالم؛ لا ينبغي تصنيف أي مجموعة بسبب تصرفات قلة من المجرمين.

مؤخراً، انتقد @TheQuartering وآخرون منشور “محتالين هنود” (x.com/TheQuartering/status/1992098997281194375)، مما يظهر بوضوح كيف تستغل المشاعر المعادية للأجانب آلام الناس الحقيقية. تصوير دولة أو مجتمع بأسره كمجرمين لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأذى.

كشفت تحقيقات ZachXBT أيضًا عن احتيالات من قبل مدوني الفيديو الأمريكيين على يوتيوب ومطوري التمويل اللامركزي الأوروبيين ومجموعات التسويق الآسيوية. إن احتيالات العملات المشفرة ليست نتيجة للجنسية، بل هي نتاج للت匿名ية غير المقيدة، والطمع، وتجاهل التنظيم.

كيف يمكننا أن نكون أفضل؟

لكي تصل العملات المشفرة إلى النضج، تحتاج إلى تنظيم، وأيضاً إلى إعادة تشكيل أخلاقي جماعي. يمكن معالجة ذلك من الجوانب التالية:

• استبدال تحيز الجنسية بالشفافية: يتطلب من مؤسسي المشاريع إجراء تدقيق علني، وإكمال KYC وكشف المعلومات على السلسلة، بدلاً من الحكم بناءً على الجنسية.
• دعم الصحافة الاستقصائية: لقد ساعد المحققون مثل ZachXBT ومجتمعات المحققين الصغيرة في تجنب خسائر محتملة بملايين الدولارات. يجب أن ننشر نتائج أعمالهم بدلاً من الضجيج القومي.
• كن حذرًا دائمًا: اعتبر كل مشروع كاحتيال محتمل حتى يثبت موثوقيته.
• الإبلاغ بدلاً من السخرية: عند اكتشاف حسابات مشبوهة، استخدم قنوات التحقق أو موارد الإبلاغ بدلاً من نشر الكراهية.

ملخص

ولدت العملات المشفرة من مثالية اللامركزية والحرية، ولكن في غياب آليات المساءلة، تم تشويه هذه المثالية لتصبح أدوات استغلال عالمية. هناك محتالو في كل منطقة وهناك ضحايا في كل منطقة. دعونا نتوقف عن “الكراهية الخارجية على السلسلة”.