تُصدر بيانات التوظيف غير الزراعي في الولايات المتحدة لشهر 11 قريبًا، وغالبًا ما يكون تأثير هذا التقرير على أسعار الذهب الدولي واضحًا على الفور. دعونا نلقي نظرة على ثلاثة سيناريوهات محتملة وآليات رد فعل السوق عليها.

**بيانات التوظيف جيدة: ارتفاع الدولار وضغوط على الذهب**

إذا تجاوز عدد الوظائف غير الزراعية المتوقع 50,000 وظيفة، وانخفض معدل البطالة إلى أقل من 4.4%، وارتفعت الأجور في المتوسط، فهذا يعني أن سوق العمل الأمريكي لا يزال نشطًا. سيقوم السوق بإعادة تقييم موقف الاحتياطي الفيدرالي — قد يصر البنك المركزي على سياسة أسعار فائدة مرتفعة، أو حتى يؤجل خفض الفائدة. ونتيجة لذلك، سترتفع مؤشرات الدولار وعائدات السندات الأمريكية. كأصل لا يدر فائدة، فإن جاذبيته ستنخفض بطبيعة الحال، وغالبًا ما ستواجه أسعار الذهب ضغطًا، ويحتاج المستثمرون إلى مراقبة مستويات الدعم الرئيسية لمعرفة ما إذا كانت ستصمد.

**بيانات التوظيف ضعيفة: تدفقات ملاذ آمن تتزايد**

على العكس، إذا كانت بيانات التوظيف غير الزراعي أقل من المتوقع بـ50,000 وظيفة، وارتفع معدل البطالة، وتباطأت وتيرة نمو الأجور، فهذا يرسل إشارة إلى تباطؤ الاقتصاد. سيتوقع السوق أن يسرع الاحتياطي الفيدرالي من وتيرة خفض الفائدة، مما يؤدي إلى انخفاض الدولار وعائدات السندات الأمريكية. في هذه الحالة، ستتم تفعيل خصائص الذهب كملاذ آمن ومضاد للتضخم، وسيؤدي تدفق الأموال إلى رفع سعر الذهب، مع احتمال اختراق مستويات المقاومة السابقة.

**البيانات مطابقة للتوقعات: التركيز على نطاق التداول**

عندما تتطابق بيانات التوظيف غير الزراعي مع التوقعات بشكل أساسي، يظهر سوق العمل خصائص محايدة، ولا تزال سياسة الاحتياطي الفيدرالي غير واضحة تمامًا، وتوازن القوى بين الشراء والبيع مؤقت. غالبًا ما يتجه الذهب إلى نطاق من التوطيد، حيث ستلعب التحليل الفني والأحداث المفاجئة مثل السياسة الجيوسياسية وسيولة الدولار دورًا رئيسيًا في تحريك السوق.

من الجدير بالذكر أن بيانات التوظيف غير الزراعي غالبًا ما تصدر مع بيانات مبيعات التجزئة لشهر 10 ومتوسط الأجور لشهر 11. وإذا ظهرت انحرافات في هذه البيانات — على سبيل المثال، ضعف التوظيف لكن ارتفاع الأجور — فإن تقلبات سوق الذهب ستكون أكثر تعقيدًا، ويجب أخذ عدة مؤشرات في الاعتبار لاتخاذ قرار.